???? زائر
| موضوع: قناة غزة الاسرائيلية هل تغلق قناة السويس المصرية ؟ 2011-01-12, 1:26 pm | |
| وفي الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الاسرائيلية تنفيذ اعتداءاتها اليومية ضد الفلسطينيين وتمارس سياستها في حصاره تسعي لتنفيذ مخططاتها التوسعية بالمنطقة واخرها العمل علي حفر قناة جديدة تصل بين البحرين الاحمر والميت او ما يعرف بقناة غزة , والتي تكشف جانبا من اطماعها التي لاتتوقف و بدعم وتواطؤ مباشر من الولايات المتحدة الامريكية وجاء اعلان الحكومة الاسرائيلية في اكتوبر 2004 عن نيتها انشاء القناة بحجة القضاء علي انفاق التهريب المزعومة بين رفح المصرية والفلسطينية وبالتالي السيطرة علي عمليات المقاومة بالقطاع و رغم الضجة التي اثارها هذا المشروع الا انه تجمد سريعا و لم ير النور حتي اثارته مرة اخري في الفترة الاخيرة . واذا كانت قناة غزة هي آخر ما أعلن من مخططات اسرائيلية حتي الآن بالنسبة لمشاريع المياه و التي تستدعي بلا شك الوقوف علي الآثار القريبة و البعيدة المدي لحفر هذه القناة ومعرفة الاهداف والدوافع الحقيقية من ورائها فمشروع ربط البحر الميت بالبحرين الاحمر والمتوسط كان في الاصل مشروع بريطاني قديم بحيث يكون ذلك بديلا لقناة السويس والتي كانت آنذاك تحت السيطرة الفرنسية وتوالي طرح المشروعات المختلفة من "تيودور هرتزل" الي الحكومات الاسرائيلية المختلفة الا ان المشروع تجمد لاسباب سياسية و فنية , وبعد توقيع معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية اعيد طرح الموضوع مرة اخري من جانب الاردن ,ولكنها اعلنت انه مشروع مستقل بذاته وليس له صلة بالمشروعات السابقة, حيث تم تشكيل لجنة اردنية اسرائيلية امريكية اطلق عليها اسم لجنة "اخدود الاردن" لدراسة هذا الموضوع , واستمرت اللجنة من عام 1994 الي عام 1999 في اعداد الدراسات التي مولتها الحكومة الايطالية و بدعم من البنك الدولي والولايات المتحدة , وقد رفض المشروع الجانب الاسرائيلي . وتم اعادة طرح الموضوع مرة اخري في قمة المنتدي الاقتصادي الدولي دافوس عمان عام 2003 , و ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية في نهاية عام 2003 ان هناك خطة تم بحثها في وزارتي المالية والبنية التحتية الاسرائيلية تقضي بانشاء قناة واسعة عميقة من خليج العقبة الي البحر المتوسط بهدف منافسة قناة السويس من خلال شق قناة ذات مسار يتيح ابحار السفن ذات الحمولة الضخمة وناقلات النفط ثم اقامة مسار يمتد بطول 300 كم ويمر عبر وادي عربة مرورا بمنطقة سديه بوكير وبموازاة قطاع غزة الي ان يتصل بالبحرالمتوسط في المنطقة الواقعة بين عسقلان والقطاع . وتعول اسرائيل علي القناة الجديدة من اجل استصلاح صحراء النقب وزراعتها بما يمثل دفعة سياسية واقتصادية قوية لها تمكنها من توسيع رقعتها الاستيطانية و تزيد من قدرتها علي جذب اعداد كبيرة من اليهود وسوف ينطوي ذلك علي تغيير ديموغرافي لصالح اليهود في فلسطين المحتلة . و بلا شك فإن هذة الصورة للقناة سوف يكون لها تاثير كبير علي قناة السويس, حيث تستند الدراسات الاسرائيلية الي ان فكرة ان قناة السويس بوصفها الممر البحري الوحيد بين البحرين لاتستطيع تحمل عبء السفن المبحرة بين اوربا واسيا, اذ ان الجزء الاكبر من قناة السويس حسب الخطة الاسرائيلية لا يتيح الابحار سوي في اتجاه واحد فقط , وعندما تمر سفن كبيرة في القناة تضطر سفن اخري للانتظار وقتا طويلا الي حين تخلو القناة وتتمكن من الابحار في الاتجاة المعاكس , كما ان قناة السويس لا تتيح مرور السفن التي يزيد عرضها علي 53 مترا ,ولذلك تضطر الي المرور في مسار طويل حول افريقيا, كما ان ضيق عرض القناة يحد من سرعة حركة السفن ولان الحركة البحرية بين اوربا واسيا سوف تزداد في الفترة القادمة فان مساعي مصر لتوسيع القناة لن توفر الحل المطلوب . وهكذا فان قناة البحرين سوف يكون عرضها 120 مترا علي الاقل الأمر الذي يتيح للسفن الابحار في الاتجاهين مهما كانت كبيرة , كذلك تقوم خطة القناة الاسرائيلية علي اساس نموذج قناة بنما بحيث تقام فيها سلسلة اقفال تتيح للسفن الطفو في بعض المناطق للانتقال من نقطة ارتفاع الي نقطة ارتفاع اخري . ولهذا يعتقد البعض ان عائدات اسرائيل من استخدام القناة الجديدة لن يقل عن مليار ونصف مليار دولار سنويا . وفي ظل هذا الاقتراح فإن قناة السويس ستضطر تحت وطأة فرص المنافسة الي الدخول في حرب خفض رسوم المرور علي نحو يهدد عوائدها المالية, وبالتالي لا ينبغي النظر الي هذه المشروعات و التطورات علي انها مطامح خارج متناول امكانيات التحقيق , فقناة السويس تحظي بمكانة امتياز مشروطة في ظل ظروف واوضاع تنافسية لان صناعة النقل المتعدد تمر الآن وستمر غدا اكثر من آي عهد مضي بتطورات ثورية عالمية وفق مبدأ " ان الشئ الوحيد الثابت في عالمنا المعاصر هو المتغيرات" , فالقناة الاسرائيلية يخطط لها ان تنال مكانة تميز علي حساب القناة المصرية طبقا لمفهوم تعززه مناهج النضج لنظرية المراوحة الحضارية و التحولات الاقتصادية القارية علي مستوي الكرة الارضية وينبني علي ذلك حقيقة ان قناة السويس ليست استثناء معفي من بروز بدائل و خيارات ,الا انها مع ذلك قاعدة اساسية ينبغي ان تصان من فقدان قدراتها التنافسية حتي لاينعكس ذلك علي الاقتصاد والامن المصريين , حيث تسعي اسرائيل الي عدم الافساح لمصر للتفرد بادارة ممر مائي دولي مهم كقناة السويس ,وبالتالي السعي لتهميش دورها الاقليمي, فقد اكدت القناة الاهمية الاستراتيجية لمصر علي مر العصور خاصة خلال الحرب الامريكية ضد العراق , ورغم ان هناك بعض الخبراء يعتقدون بصعوبة اقامة هذة القناة حيث يبلغ طول القناة حوالي 280 كم بينما قناة السويس تبلغ حوالي 162 كم وبالتالي ستكون هناك زيادة في الوقت واستهلاك الوقود تمثل نحو 33% من تكلفة رحلة اي سفينة , كما أن نسبة الملوحة في البحر الميت تصل الي ثمانية أمثال مثيلتها بخليج العقبة ,الامر الذي سيؤثر في جسم اي سفينة تمر بها وايضا العمر الافتراضي للسفن , كما ان اتصال هذة القناة بالبحر الميت عن طريق خليج العقبة سوف يواجه بمشكلات عدة اهمها ان البحر الميت يعتبر ادني نقطة علي سطح الارض , حيث ينخفض عن سطح البحر الاحمر بحوالي 400 متر مما يعني ان المياة ستنحدر كشلال قوي فيه وبالتالي سيعيق حركة السفن ,الا ان هذة الصعوبات يمكن التغلب عليها خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الهائل الذي تتمتع به اسرائيل و الدعم المالي والمعنوي من الولايات المتحدة . كما يضاف لذلك كله التاثيرات البيئية الخطيرة في المنطقة من جراء ذلك المشروع حيث ستؤدي القناة المقترحة الي تغير في التيارات البحرية في البحر المتوسط مما يعني تأثر الكائنات البحرية بالمنطقة , كذلك التأثير الاخطر علي المياة الجوفية حيث ستدمر هذه القناة و بشكل مباشر المياة الجوفية بالمنطقة في غزة و سيناء بالزيادة الكبيرة في نسبة الملوحة بها وما سيتبعها من تملح التربة و القضاء علي الاراضي الزراعية ومن المعلوم ان المياة الجوفية هي المصدر الوحيد للمياه العذبة والوسيلة الوحيدة المتاحة للنمو الاقتصادي و الاجتماعي ومصدر الحفاظ علي التوازن البيئي و استدامته بالاضافة الي وقوع الآبار بالقرب من الساحل وزيادة السحب منها حتي اصيب معظمها بارتفاع نسبة الملوحة وارتفاع نسبة النترات بها ولم يعد صالحا للشرب منها الا نسبة 13% كتقدير منظمة الصحة العالمية . وعلي الجانب الاخر كان الموقف المصري الذي عبر عنه السفير عبدالعزيز سيف النصر مساعد وزير الخارجية للشئون القانونية في كلمته امام لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري أن بلاده تتابع عن كثب واهتمام شديد سعى اسرائيل والاردن لتنفيذ مشروع قناة تربط بين البحر الميت والبحر الاحمر , و أنه عندما يتعلق الامر بالامن القومى المصرى فلا حياء أو استحياء لان واجبنا حماية البلد ومصالحه , موضحا أن وزارة الخارجية تتابع هذا المشروع منذ فترة طويلة وتم تشكيل مجموعة عمل لمتابعته فى أجهزة الدولة المختلفة ودراسة اثاره السلبية على مصر ..مشيرا الى أن المشروع يقام فى أرض خارج مصر وبالتالى فكان لابد من وضع دراسة واضحة حول الاخطار البيئية المحتملة له , أن الاطراف الثلاثة المرتبطة بالمشروع وهى الاردن وفلسطين واسرائيل بدأت خطوات سريعة وجديدة للمشروع لاعداد دراسة جدوى نهائية عنه بتمويل من بعض الدول المانحة بحوالى 15 مليون دولار تم جمع 8 ملايين دولار منها ,و أن دراسة الجدوى ستستمر لمدة عامين بقصد بحث أخطار المشروع وتأثيراته الايجابية والسلبية ثم بعد ذلك اتخاذ القرار بالاستمرار فيه أم لا , ومؤكدا ايضا أن مصر أجرت اتصالات مع الدول الثلاث والبنك الدولى أسفرت عن الموافقة على أن تدلى مصر برأيها فى دراسة الجدوى وتقييمها وأن الاردن أكد لمصر أنه لن يقدم على مشروع فيه مساس بمصر , خاصة ان اتفاقية البحار تلزم الدول المشاطئة بعدم اقامة أى مشاريع ضخمة دون مراجعة الاثار البيئية لها وأن البنك الدولى لو وجد أن المشروع ستكون له مخاطر بيئية أو يتسبب فى احداث زلازال فلن يموله . كما جاء رد الفعل العربي معبرا عنه الوزير المفوض بجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف بأن هذا الموضوع يمثل حساسية كبيرة لانه يتعلق بالمياه والاثار البيئية على البحر الاحمر وأن هناك توافقا عاما عليه بين الاردن وفلسطين واسرائيل وأنهم أكدوا أنه مشروع ليس للملاحة وبالتالى فان اثره على قناة السويس يكون مستبعدا , موضحا أن المشروع لم يتم طرحه فى الجامعة العربية ولكن الجامعة أخطرت كافة الاعضاء بانتكاساته السلبية . واخيرا فعلي مصر والنظام العربي عموما ادراك الدور الاسرائيلي الخطير في التخطيط لأعادة هندسة و بناء الشرق الاوسط علي انماط جديدة من العلاقات تقوم علي التعاون في مشروعات مشتركة في المياة كما في الرؤية الاسرائيلية التي جاءت في كتابات العجوز شيمون بيريز واخطرها كتابه المعنون "الشرق الاوسط الجديد |
|